آخر الأخبار

محمودة خان .. "على الناس أن يقوموا بالبحث جيداً عن المنظمات التي تقدم المساعدات، إلى أن يستطيعوا أن يجدوا منظمة إغاثة إنسانية يثقون بها لمساعدة من هم بحاجة للعون"

موقع عرب كندا نيوز يستضيف "محمودة خان" المديرة التنفيذية لمنظمة "هيومن كونسيرن إنترناشيونال" في كندا.

"على الناس أن يقوموا بالبحث جيداً عن المنظمات التي تقدم المساعدات، إلى أن يستطيعوا أن يجدوا منظمة إغاثة إنسانية يثقون بها لمساعدة من هم بحاجة للعون"

أميرة ناصر 

هل لكِ أن تعرفي بنفسك لجمهور عرب كندا نيوز؟

اسمي محمودة خان وحالياً أعمل كمديرة تنفيذية لمؤسسة " هيومن كونسيرن إنترناشيونال”HCI .

هيومن كونسيرن إنترناشيونال: تعد من أوائل المنظماتالإغاثية الإنسانية التي أسست على المبادئ الإسلامية في كندا. حيث قامت المنظمة بالكثير من الأعمال في الأربعين سنة الماضية في ست دول، كما قامت بتوزيع أكثر من 200 مليون دولار، موزعة ما بين المساعدات الإغاثية وفي جانب التنمية. أما عن بدايتي مع ال HCI فقد كنت مؤمنة بأن علاج الاَلام للاَخرين هو علاج للشخص ذاته، وفي أكثرالأوقات صعوبة في حياتي حينما بدأت كمتطوعة مع منظمة HCI ، وبعد عام من التطوع استطعت الحصول على وظيفة بوقت جزئي وبعدها بوقت كامل، وها أنذا الاَن بعد تسع سنوات من العمل أعمل كمديرة تنفيذية للمنظمة. 

كيف كان تأسيس هذه المنظمة؟

بداية شأن هذه المنظمة هو من الأشياء التي أحب أن أتحدث عنها، فهي متواضعة وتمثل معنى التضامن والاتحاد الحقيقي. فقد كان هناك ثلاثة متطوعين في مدينة "كالجيري" في العام 1979، اجتمعوا سوياً وقرروا أن يقوموا بمساعدة إخوانهم وأخواتهم الذين كانوا يهربون في ذاك الوقت من دولة "أفغانستان" واللاجئين من دولة "باكستان" نتيجة الظروف الأمنية المعقدة التي مرت فيها المنطقة هناك. اجتمع هؤلاء الأصدقاء وقاموا بالبحث عن أشخاص اَخرين من جيرانهم وأصدقائهم ومجتمعهم المحيط ليقوموا بجمع التمويل بغرض إرساله لأسر اللاجئين والهاربين من هذه الدول.

ماهي البرامج التي تركز عليها المنظمة حالياَ؟

بدأت المنظمة بالبرامج التي تساعد من هم بحاجة للمساعدة من اللاجئين القادمين من باكستان، وبعدها صار هناك وعي أكبر أن هناك مناطق أخرى بحاجة أيضاً إلى المساعدة، وبذلك قررنا التوسع في مناطق أخرى، وهكذا خلال الأربعين عاماً من عمرها استطعنا زيادة عدد الدول التي نقدم لها المساعدة. بالإضافة لذلك قمنا بالمساعدة في مجالات أخرى كمجال التنمية، لأننا نؤمن بأنه من المهم أن يعيش الإنسان بكرامة واكتفاء ذاتي. قمنا أيضاً بعمل برامج في التطوير والتعليم وتدريب المستهدفين لتنمية المهارات، قمنا أيضاً ببناء المدارس والمستشفيات وتوفير القروض الصغيرة لمساعدة الناس ببدء مشارعيهم الخاصة. الحمد لله نستطيع القول أن منظمة HCI استطاعت ملامسة حياة مليون شخص مع عائلاتهم؛ وبذلك HCIتتمتع بسمعة طيبة وهذا الأمر بالغ الأهمية بالتأكيد والذي تعمل المنظمة جاهدة للحفاظ عليها.

ما الذي يجعل منظمة HCI متميزة فيما تقدمه من برامج في هذه الدول؟

من وجهة نظري ما يميز منظمة الHCI هو توجهها ومنهجها في توفير المتطلبات في أماكن الاحتياج، فنحن نقدم هذه المتطلبات بالعمل مع منظمات مجتمع مدني محلية في تلك الدول، بالتعاون مع أشخاص يعيشون بأنفسهم في تلك الدول ويفهمون احتياجات تلك المناطق ويعرفون كيفية التحرك داخل الدول وكيفية حفظ المساعدات التي تقدمها المنظمة، فهذه الخدمات التي تقدمها HCIنسعى لتوفيرها بأقل تكلفة ممكنة. وهذا الاتجاه يساهم في النمو الاقتصادي أيضاً في تلك الدول لتوظيف عدد كبير من الأشخاص المحليين. فأنا أشعر أن العمل يصبح أكثر سرعة وكفاءة  من خلال العمل مع أشخاص من المجتمع المحلي.

هل تستطيعين أن تعطي مثالاً عن البرامج والمساعدات التي تقومون بتوفيرها في تلك الدول؟

بالتأكيد، فكما قلت سابقاً هناك شقان من المساعدات والبرامج، أولها المساعدات الإغاثية مثل تقديم المواد الغذائية الأساسية، الملابس الشتوية في فصل الشتاء، عبوات تحتوي على أدوات النظافة الصحية، توفير المياه النظيفة. أما الشق الاَخر فهو في مجال التنمية، فنقوم بتوفير المنح ومساعدة الأيتام والمساعدة في التعليم والمستشفيات وتدريب الأفراد لتنمية مهاراتهم. فهذه بالحقيقة هي رؤية المنظمة، بأن نقوم بتوفير الفرصة لمساعدة الأفراد لتطوير وتنمية قدراتهم وتحسين حياتهم، وليس فقط بتوفير احتياجاتهم. نحن نهتم بأن يعيش الأفراد وهم يشعرون بالفخر بأنفسهم.

المناطق التي تقومون بتوفير المساعدات فيها، قد تكون مناطق حساسة، هل واجهتم صعوبات أثناء عملكم هناك؟

بالتأكيد، فكما وصفت نحن نعمل في مناطق نزاع تعد مناطق حساسة سياسياً مثل اليمن وسوريا وفلسطين والصومال والسودان، لكن الاحتياج الحقيقي يوجد في تلك المناطق بشكلٍ رئيسي، فلا نستطيع إغفال هذه الدول. فالعمل والوصول لهذه الدول يعد صعب جداَ لكننا ندرك أن أغلبية الناس في هذه المناطق يعانون. هناك الكثير من الضغوطات التي نواجهها من وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تقوم بربطك مع الأشخاص غير المختصين، وبهذا نقوم دائماً بالتأكد من شركاءنا من منظمات المجتمع المدني وفريق عملهم، ونحرص على أن تكون مناطق توفير المساعدات سهلة واَمنة الوصول للمستفيدين تحت إشراف السلطات المحلية. بالإضافة إلى حرصنا على إتباع تعليمات ومصلحة الضرائب والدخل القومي الكندية والقانون الكندي والقوانين المحلية في تلك الدول، أيضاً نسعى دائماً للتنسيق مع السلطات المحلية في تلك الدول.

 

ماهي رؤيتكم للمنظمة وللبرامج التي تقدمها في الخمس سنوات المقبلة؟

كما تحدثت سابقاً أن هدف المنظمة هي مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص في نفس الوقت الذي نحرص على تنمية المهارات التي تعينهم على اعتمادهم على أنفسهم. في الخمس سنوات المقبلة، حيث تطمح المنظمة أن تصبح أقوى من خلال العمل الجاد والمستمر لكل موظفي وأفرادها، لأن التنافس على تقديم الخدمات الإنسانية الأفضل كبير جداً بين هذه المنظمات في كندا، لهذا يجب علينا الحرص على أن تستمر المنظمة في عملها القوي كمنظمة إنسانية على المستوى الداخلي والخارجي، فنحرص دائماً على إبقاء السياسات الأساسية للمنظمةشفافة، ويجب أن نحرص أيضاً على أن يكون المبنى قادراًعلى احتواء جميع الموظفين ويجب أن نحرص أن يكون شركائنا على قدر جيد من التعليم والتدريب، هذه النقاط السابقة هي التي تبني ثقة المانحين للمنظمة ويجب أن نحرص عليها بأفضل طريقة ممكنة.

هل هناك رسالة تودين توجيهها لقراء عرب كندا نيوز؟

هناك شيئان أحرص دائماً على ذكرهم أينما ذهبت، الأول هو التضامن والثاني هو الدعاء. فهذه الأيام تشهد عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون لعدة أسباب مختلفة، فيجب علينا أن نضع اختلافاتنا جانباً والاتحاد مع بعضنا البعض، كل المنظمات يجب أن تتعاون في العمل، يجب علينا أن ندعم وأن نصبح صوتاً لهؤلاء الأشخاص وأن نجمع المساعدات وأن نحرص على أن تصل هذه المساعدات لمن يحتاجها حقاً في أسرع وقت ممكن. هناك الكثير من المنظمات تعمل بشكل جيد، وعلى الناس أن يقوموا بالبحث جيداً عن هؤلاء إلى أن يستطيعوا أن يجدوا منظمة إنسانية يثقون بها، وأن يساعدوا هذه المنظمات لمساعدة الأشخاص الذين يعانون. فالاتحاد والتضامن هو أمر بالغ الأهمية، والأمر الاَخر هو الدعاء لأنه مع الدعاء قوة عظيمة، فلقد شهدت كثيراً في حياتي أن الدعاء والمساعدة في المنظمة تصنع فرقاً في حياة الناس.